اللهم اني اعوذ بك من فتنة المحيا والممات

(( وعذاب النار)): أي بالإحراق بعد فتنتها. 🌹تعوذوا من فتنة المحيا 🌹 - هوامير البورصة السعودية. قوله: (( وفتنة القبر)): وهو سؤال الملكين في القبر، وجاء في تسميتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم منكر ونكير( [8])، وهي فتنة عظيمة، لا يثبت عندها إلا المؤمن، قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّه الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾( [9])، وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها نزلت في عذاب القبر( [10]). قوله: (( وعذاب القبر)): عطف العام على الخاص, فعذابه ينشأ منه فتنة بأن يتحير في الجواب، فيعذب لذلك، كما في الكافر، والمنافق، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وقد يكون لغيرها، كأن يجيب بالحق، ولا يتحيّر، ثم يعذّب على تفريطه في بعض المأمورات أو المنهيات، كإهمال التنزه من البول، والنميمة، والنوم عن الصلاة المكتوبة، وردَّ القرآن، وغير ذلك، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (11) في أحاديث مشهورة كثيرة. قوله: (( وشرِّ فتنة الغنى)): قيَّد الاستعاذة بالشرّ؛ لأن فيه خير باعتبار، وشر باعتبار آخر، فالاستعاذة من شره يخرج ما فيه من الخير، وشر الغنى: مثل البطر، والطغيان، والتفاخر، والاستعلاء، وإزدراء الفقراء، وصرف المال في المحرمات، والشحّ بما يجب إخراجه من واجبات المال ومندوباته، أو الإسراف، والانخراط في الشهوات.

🌹تعوذوا من فتنة المحيا 🌹 - هوامير البورصة السعودية

ويستفاد من هذا الحديث سدّ الذرائع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الدين؛ لأنه في الغالب ذريعة إلى الكذب في الحديث، والخلف في الوعد( [17])، والانشغال عن الواجبات الشرعية، والأعمال الصالحة. فينبغي للعبد الاحتياط لهذا الأمر، وأن لا يتساهل فيه، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يُصلِّ على صاحب الدين، حتى تكفل أبو قتادة بالسداد عنه، فصلَّى عليه، وأخبر جبريل عليه السلام أن الشهيد يُغفر له كلُّ ذنب إلا الدين( [18]). ( [1]) البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، برقم 832، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، برقم 589. ( [2]) النهاية، ص 691، والمفردات، ص 623. ( [3]) فتح الباري، 2/ 410. ( [4]) المصدر السابق نفسه، 13/ 91. جامع السنة وشروحها. ( [5]) صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، برقم 590. ( [6]) سورة الملك، الآية: 8. ( [7]) سورة الزمر، الآية: 71. ( [8]) انظر: مصنف بن أبي شيبة، 3/ 378، مصنف عبد الرزاق، 3/ 582، والبيهقي في شعب الإيمان، 1/ 358، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3560. ( [9]) سورة إبراهيم، الآية: 27. ( [10]) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، برقم 1369، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه، برقم 2871.

جامع السنة وشروحها

قلت وقد تقدم شرح المراد بفتنة المحيا وفتنة الممات في " باب الدعاء قبل السلام " في أواخر صفة الصلاة قبيل كتاب الجمعة وأصل الفتنة الامتحان والاختبار واستعملت في الشرع في اختبار كشف ما يكره ويقال فتنت الذهب إذا اختبرته بالنار لتنظر جودته وفي الغفلة عن المطلوب كقوله: إنما أموالكم وأولادكم فتنة وتستعمل في الإكراه على الرجوع عن الدين كقوله - تعالى - إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات. قلت واستعملت أيضا في الضلال والإثم والكفر والعذاب والفضيحة ويعرف المراد حيثما ورد بالسياق والقرائن

ما يفيده الحديث: 1 - أنه يشرع الاستعاذة بالله من هذه الأمور بعد التشهد الأخير قبل السلام. 2 - وفي الحديث دلالة على ثبوت عذاب القبر.