من أركان الإيمان( الإيمان باليوم الأخر) - Youtube

الإيمان باليوم الآخر الإيمان باليوم الآخِر: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى يبعث الناسَ من القبور، ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم. الإيمان باليوم الآخِر أحد أركان الإيمان، فلا يصحُّ الإيمان إلا به، قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}. التفريغ النصي - الإيمان أركان وشعب - للشيخ عبد الرحمن السديس. الذي يؤمن بجميع أركان الإيمان، ما عدا الإيمان باليوم الآخر، فإنه: يصح إيمانه إيمانه ناقص لا يصح إيمانه إيمانه ضعيف أكد القرآنُ الكريمُ على الإيمان باليوم الآخر، ونبَّه إليه في كل مناسبة، وأكد وقوعَه بشتى أساليب العربية، وربط الإيمانَ به بالإيمان بالله عز وجل في أكثر من موضع، وذلك لأن الإيمان باليوم الآخر نتيجةٌ لازمة للإيمان بالله وعدله سبحانه وتعالى. لا يقرُّ اللهُ الظلمَ، ولا يدع الظالمَ بغير عقاب، ولا المظلومَ بغير إنصاف، ونحن نرى من يعيش ظالماً ويموت ظالماً ولم يعاقَب، ومن يعيش مظلوماً ويموت مظلوماً ولم يأخذ حقه، فما معنى هذا واللهُ لا يقبل الظلم؟ معناه أنه لا بد من حياةٍ أخرى، لا بد من ميعادٍ آخر يُكافأُ فيه المحسنُ ويعاقَب فيه المسيءُ ويأخذ كلُّ ذي حقٍّ حقه.

  1. التفريغ النصي - الإيمان أركان وشعب - للشيخ عبد الرحمن السديس

التفريغ النصي - الإيمان أركان وشعب - للشيخ عبد الرحمن السديس

ومن منا التزم بصفات أهله؟! والله لن يعود للمسلمين ما كانوا عليه، ويحققوا ما يصبون إليه إلا بالتربية السليمة للأنفس والأسر والأبناء والمجتمع على ضوء الإيمان الصحيح، وتلك مهمة كل مسلم، على حسب القدرة والمكانة، فلا تمكين في الأرض، ولا حياة آمنة إلا بالإيمان، ولا نصر ولا قوة ولا تضامن إلا به، وتلك حقيقةٌ يجب أن يعيها المسلمون اليوم، ويعملوا على ضوئها ويسيروا على هداها، ليحسن لهم عز الدنيا وسعادة الآخرة. اللهم إنا نسألك الإيمان، والعفو عما سلف وكان، من الذنوب والعصيان، اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الإيمان بالقدر خيره وشره نماذج إيمانية أمة الإيمان: بهذا المفهوم الحيوي الشامل للإيمان التزم الرعيل الأول، وبتطبيقه حصلت لهم العزة والسيادة والقوة والنصر والمجد والسعادة، وكم في تاريخهم الحافل بالأمجاد من أمثلةٍ وشواهد على قوة الإيمان، ويأتي في مقدمة الشواهد إيمانُ قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين، وصحابته الأكرمين. وما إيمان خبيب و بلال و مصعب وآل ياسر إلا سببٌ وراء ثباتهم على ما لاقوه من الشدائد، وما عدل عمر بن عبد العزيز ، وثبات الإمام أحمد يوم المحنة، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وغيرهم من الأعلام إلا دليلٌ على ما يصنعه الإيمان من العجائب، إذا خالطت بشاشته القلوب، الله المستعان! أين نحن من هؤلاء؟! تحقيق الإيمان ما أجدرنا -معشر المؤمنين- أن نحقق الإيمان الصحيح، ونحن في زمن ضَعُف فيه الإيمان، وكثرت الصوارف عنه، وبذل دعاة الكفر والإلحاد جهودهم لإبعاد المسلمين عن مصدر عزهم، وسبب سعادتهم وحضارتهم ألا وهو الإيمان، حتى ذابت عند كثيرٍ من المسلمين، وفي كثيرٍ من مجتمعاتهم شخصيتهم الإيمانية، وما مظاهر الانحراف والمعاصي إلا شواهد على ذلك، فحذار -يا أمة الإيمان- من التفريط في هذا الأمر العظيم، لنفكر في حالنا، ولنحاسب أنفسنا، من منا حقق الإيمان الصحيح؟!