وكالة الناس – عندما أعلن مدرب المنتخب الأردني عدنان حمد التشكيلة النهائية التي سيُشارك بها في كأس العرب FIFA قطر ٢٠٢١ يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم يكن محمد أبو زريق من بين الأسماء التي وصلت إلى مطار حمد الدولي في الدوحة في اليوم التالي. ولكن شاء القدر بأن يتواجد اللاعب المميّز على أرضية استاد راس أبو عبود يوم الثلاثاء في ختام مباريات فريقه في المجموعة الثالثة من البطولة. فقبل مباراة المغرب في الجولة الثانية، وصل أبو زريق إلى الدوحة للإلتحاق بمنتخب بلاده اثر استدعائه بديلاً لأنس العوضات الذي استبعد من صفوف النشامى بسبب إصابته بفيروس كوفيد-19 ليُشارك كبديل في الشوط الثاني أمام المنتخب المغربي. اسم على مسمى بالانجليزي. وتألق أبو زريق الملقّب بـ"شرارة" منذ الدقائق الأولى للقاء أمام فلسطين والذي توّج في نهايته بجائزة أفضل لاعب في المباراة بعدما ساهم بشكل كبير في الإنتصار الذي حقّقه منتخب بلاده بنتيجة 5-1 ليتأهل بذلك إلى ربع نهائي البطولة. وقال أبو زريق لموقع عن مشاركته المفاجئة في كأس العرب بالقول "هذا الأمر كان مقدّراً لي في النهاية رُغم عدم استدعائي للمنتخب في بداية البطولة. بقيت على تواصل مع زملائي اللاعبين وأشجّعهم من أجل تقديم الأفضل ومنذ اللحظة التي وصلت فيها إلى الدوحة، كان هدفي هو أن أساندهم وأقدم أفضل ما لدي للمنتخب. "
وأضاف اللاعب ذو الرابعة والعشرين من العمر والذي قاد ناديه الرمثا الشهر الماضي للفوز بلقب الدوري الأردني "الثقة التي حصلت عليها من اللاعبين والجهاز الفني إلى جانب الجمهور كانت السبب الأساسي وراء تألقي في هذه المباراة لأنهم أعطوني الحافز لتقديم أفضل ما لدي ولمساعدة المنتخب على الحصول على النقاط الثلاث وبطاقة التأهل. اسم على مسمى in english. " أداء كبير كانت شرارة التألق لأبو زريق أمام فلسطين في الدقيقة الثامنة عندما قام بمجهود فردي رائع تخطّى على إثره أربعة لاعبين قبل أن تتم إعاقته داخل منطقة الجزاء من قبل قائد المنتخب الفلسطيني عبداللطيف البهداري ليحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء نفذّها بهاء سليمان بنجاح ليُعطي التقدم للمنتخب الأردني. وتواصل تألق أبو زريق خلال المباراة من خلال المراوغات والتمريرات التي قام بها إلى جانب التسديدات بعيدة المدى والتي كان من خلال أحدها أن يُسجّل هدفاً رائعاً في الدقيقة الثانية من الشوط الثاني ولكن تسديدته أبعدت من القائم الأيسر للمرمى الفلسطيني. وقال أبو زريق عن تألقه أمام فلسطين بالقول "لقد كانت مباراة حاسمة بالنسبة لنا وفي المباريات الحاسمة يجب أن أكون في قمة التركيز وأساعد اللاعبين على تخطي الصعوبات ونجحنا سوياً في ذلك وبنتيجة جيدة أيضاً. "
فجأة توقفت طويلا أمام الاسم الكامل للشاعر العبقري أمل دنقل: محمد أمل فهيم أبو القاسم محارب دنقل! تساءلت: هل ثمة علاقة بين اسمه وبين نهاياته (الغرفة رقم 8 بمعهد الأورام)، عندما عجز السرطان أن يكسر عود الحطب الناشف بداخله، فلم يتوقف عن كتابة الشعر حتى وهو في لحظة "إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر".. ما حمل عبد المعطي حجازي على أن يقول عنه "إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر"؟! كان غريبا أن يطلق عليه أبوه هذا الاسم "أمل" الذي لم يكن شائعا بين الذكور في الصعيد ولا في مصر كلها.. بعض الروايات تقول إن أباه سماه بذلك تيمنا به إذ ولد في ذات السنة التي حصل عليها أبوه ـ الشاعر والعالم والفقيه الأزهري ـ على إجازة العالمية. ربما!! ولكن بقية الاسم كان شيئا مذهلا، وكأنه كان يسجل ـ بظهر الغيب ـ السيرة النضالية لهذا الشاعر العربي الصلب أبو القاسم، محارب، دنقل!. حتى اللقب "دنقل" يفسره بعض المؤرخين بأنها كلمة تعني "معارضة القهر".. رفض دفع الجزية!.. وفي تفسير آخر تعني "قلب النخل" برمزيته المتعالية عن كل ما هو "منحط" و"واطي". ما هذا التطابق الغريب بين اسم أمل دنقل وسيرته الإبداعية كشاعر الثورة على الظلم والفقر والجهل.. ليش ماهر عاشور.. إسم على مُسمى؟!. رافع راية التنوير في أنقى وأعزب وأرق طبعاتها الشعبوية وأكثرها ألما وحزنا؟.
أمل دنقل "وردة" خرجت من جرح.. أو نخلة نبتت في أرض ملح، الحواضن التي رضع من ثدييها خبرات الحياة، صنعت منه عبقرية شعرية فريدة، تفوق بها على أقرانه وأصدقائه من شعراء الجنوب حتى على من استقل معهم قطار الصعيد حاملا "خلجاته" في سحارة متحديا "القاهرة ـ النداهة" بكل ثقلها الذي عادة ما تسحق تحتها "المهاجر الجنوبي" وبلا رحمة. هذه الحواضن (مكتبة والده الفقيه والشاعر المكتظة بكتب الفقه واللغة والشعر العربي) ثم عمله كموظف في المحكمة والجمارك وتنقله بين قنا والإسكندرية والسويس والقاهرة.. كانت تؤهله لأن يكون حاملا لميراث وجينات المدارس الشعرية في الخمسينات.. ولكنه تجاوز ذلك منفردا ليمزج بين رموز التراث العربي والميتولوجيا اليونانية: "حاجة" غير مسبوقة في رشاقتها وجمالها. بقول ـ بعد نكسة يونيو 1967ـ في قصيدته البكاء بين يدي زرقاء اليمامة: أيتها العرافة المقدَّسةْ.. جئتُ إليك.. مثخناً بالطعنات والدماءْ أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ. أسأل يا زرقاءْ.. عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكَّسة عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء.. فيثقب الرصاصُ رأسَه.. ليش ماهر عاشور.. إسم على مُسمى؟! - فيديو Dailymotion. في لحظة الملامسة!