لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين

إجابة بسم الله الرحمن الرحيم الآية الكريمة تدعو إلى الأمل الذي ينبغي ألا يغيب عن الإنسان المؤمن في حياته، الأمل بالله سبحانه وتعالى ورحمته وهدايته وفضله وكرمه، وأن يبقى المسلم متعلقاً بهذا الأمل وألا يستسلم لأحزانه وهمومه، فاليأس كبيرة مذمومة تقتل الحركة وتمنع من تحقيق الآمال والطموحات. فالمقصود من قوله: ((ولا تيأسوا من روح الله))، أي لا تفقدوا أملكم في رحمة الله وفرجه وتنفيسه، قال أبو الحسن الماوردي في تفسيره: "ولا تيأسوا من روح الله فيه تأويلان: أحدهما: من فرج الله، والثاني: من رحمة الله". وقال الزمخشري: "أي: من رحمته التي تحيا بها العباد". تفسير: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله). وجعلت الآية القرآنية اليأس من روح الله من صفات الكافرين، قال أبو حيان الأندلسي في المحيط شارحاً: "إذ فيه التكذيب بالربوبية أو الجهل بصفات الله". وجمهور الفقهاء على أن اليأس كبيرة لا كفراً، ومفاد الآية أنه من صفات الكفار لا أن من ارتكبه كان كافرا بارتكابه. قال الآلوسي: "والأوفق بالسنة طريق الفقهاء (أي كونه كبيرة لا كفراً) لحديث الدارقطني عن ابن عباس مرفوعا حيث عدها من الكبائر وعطفها على الإشراك بالله تعالى". قال الشيخ السعدي في تفسير الآية: "أي: قال يعقوب عليه السلام لبنيه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد، فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه، {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.

لا ييأس من روح الله

لا تيأس من روح الله واستبشر بعطاء الله | عامر عطايا - YouTube

لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون

[٥] يقول السعدي: الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، وأما اليأس فيوجب التثاقل والتباطؤ، وأول ما يرجوه العباد هو فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه. [٦] ما تُرشد إليه آية (ولا تيأسوا من رَوْحِ الله) هذه الآية مع كل الظروف المحيطة بها تستوقف المسلم في بعض المحطات، ومن ذلك: [٧] حسن الظن بالله حيث إنّ ابن سيدنا يعقوب غائب، وابنه الثاني كذلك، ولا يزال لديه الأمل الكبير بالله -تعالى- أن يعود الاثنان معا، والحزن لا ينافي حسن الظن بالله. لا ييأس من روح الله. التفاؤل رغم صعوبة الظروف ضرير، كبير السن، مبتلى بالفقد يعلّم أبناءه البحث والتفاؤل ويرشدهم إلى الطريق. مكانة الابن في قلب أبيه اذهبوا فتحسسوا من يوسف؛ يوسف أول ما ينطق به اللسان، إنه نبض القلب الذي لا يُنسى. التوكل على الله المؤمن مهما ضاقت به الدنيا يبقى مستندًا لركن شديد يلجأ إليه، فيقوى به ضعفه، وثمة أوجاع لا تسكن إلا بالله والاطمئنان إلى حكمته وقدره. الأخذ بالأسباب الاعتماد على الله والتوكل عليه لا يُنسي المؤمن الأخذ بالأسباب؛ اذهبوا فتحسسوا؛ أي التمسوا خبره واعرفوه. وقفات مع آية (ولا تيأسوا من رَوْحِ الله) القصة والظروف المتعلقة بالآية إنّ المتدبر في قصة يوسف -عليه السلام- يرى حال يعقوب -عليه السلام- وقد زعم أولاده أن الذئب قد أكل ابنه، وهو يعلم علم يقين بأن يوسف -عليه السلام- سيكبر ويكون ذا شأن، كيف لا وقد فسّر له رؤياه، فكان سيدنا يعقوب يصبر دون غضبٍ، ودون شكوى إلا لله، لكن مشاعر الأبوة وفقد أعزّ الناس تؤذيه في بصره حتى يفقد ذلك.

انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون

ولكن لا يتوب تائب ولا يثوب ثائب ولا يؤوب آئب إلاّ بإذن التّواب سبحانه. الرّوح هنا أعمق من الرّحمة. فإذا راح الله إلى عبده رحمه. قال في أهل الجنّة من المقرّبين (فروح وريحان). روح عليهم بكلّ شيء ماتع لذيذ سارّ. ورضوان الله سبحانه عليهم هو أروح الرّوح. صيغ هذا القانون بصيغ أخرى في الكتاب العزيز منه قوله سبحانه على لسان إبراهيم الخليل عليه السّلام (ومن يقنط من رحمة ربّه إلاّ الضّالون). اليأس هو القنوط. والرّوح هو الرّحمة. والكافرون هم الضّالون. قال العلماء بحقّ: أعظم الذّنب هو اليأس من رحمة الله سبحانه. وهذا متوافق كلّ التّوافق مع أنّ الشّرك هو أكبر الذنب. ذلك أنّه لا يشرك بربّه امرئ حتّى يمتلئ صدره يأسا منه وقنوطا من رحمته. إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون - أمة واحدة. مهما احلولكت اللّيالي حول إسرائيل عليه السّلام وادلهمّت حتّى كانت كقطع اللّيل المظلم فإنّها لم تغتصب منه شعاع الأمل في ربّه أنّه يجمعه بفلذة كبده. وبمثل ذلك امتلأ فؤاد الخليل إيمانا وثقة ويقينا أنّه يرزق الولد على الكبر والعقم. لو طلب من العبد الفقير اجتراح عنوان لهذا الدّين ما تردّدت طرفة عين لأقول أنّه دين الأمل والرّجاء واليقين والثّقة والعزم الذي لا يعرف تردّدا ولا تلعثما.

وردت كلمة (روح) في السنة على معنيين: جاءت بمعنى رحمة، وجاءت أيضاً بمعنى نسيم الريح، وإذا كانت على المعنى الأول فهي صفة علية من صفات الله -تبارك وتعالى-، وإذا جاءت على المعنى الثاني فإنه مخلوق نسبت خلقته لله -جل وعلا-. المراجع ^ أ ب ت ث سورة يوسف، آية:57 ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية ، صفحة 32 -39. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ، صفحة 5725 - 5729. بتصرّف. انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. ↑ سورة يوسف، آية:110 ↑ سورة الممتحنة، آية:13 ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5097 ، صحيح.