الذبح لغير الله

المقصود: النذر لغير الله من الأولياء، أو من الجن، أو للأصنام كأن يقول: نذر علي للقبر الفلاني، أو للولي الفلاني، أن أتصدق بكذا، أو أن نصوم كذا، أو نصلي كذا، أو نذبح كذا، كل هذا من النذور الشركية. فالصلاة لغير الله، والسجود لغير الله، والذبح لغير الله، والنذر لغير الله كله من الشرك بالله، فإن صلى عند القبر لله، ما قصد صاحب القبر، يصلي لله، لكن يظن أن الصلاة عند القبر فيها فائدة، وأنها أفضل، وإلا ما قصده يصلي للمخلوقين، ولا قصده الذبح لهم، قصده الذبح لله، والصلاة لله، ولكن يظن أنها عند هذا القبر فيها فائدة، فيها ثواب أكثر، هذه بدعة، ولا تجوز ووسيلة للشرك، ولكن لا تكون شركًا إذا كان قصد به وجه الله، والتقرب إلى الله، لكن تكون بدعة؛ لأنه فعلها في محل ما يجوز التعبد فيه بالصلاة، والذبح، بل هذا يفضي إلى الشرك، ووسيلة إلى أن يذبحها للمخلوق صاحب القبر. نعم. الذبح لغير الله. المقدم: جزاكم الله خيرًا.

حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

أما التوسل المشروع فهو التوسل بأسماء الله وصفاته، وبتوحيده، وبالأعمال الصالحات، والإيمان بالله ورسوله، ومحبة الله ورسوله، ونحو ذلك من أعمال البر والخير، والله ولي التوفيق [1]. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 321). فتاوى ذات صلة

الذبح لغير الله شرك اكبر

السؤال: تقول السائلة في الآية الكريمة: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ [المائدة:3] إلى آخر الآية.. تقول: في أحد الأيام أكلت لحم ذبح لغير الله، وأنا لا أعرف بأنه ذبح لغير الله، ولم أعلم إلا بعد فترة من إحدى الجارات، حيث عزمت تلك المرأة بعض الناس، وأنا ذهبت إليهم، وأكلت معهم هذا اللحم، ولا أدري هل ذكر فيه اسم الله، أم لا، ولكنني أكلت، ووجهوني في سؤالي. الجواب: إذا كان المقدم للحم مسلمًا، أو من أهل الكتاب؛ فلا بأس أن يأكل الإنسان، ما لم يعلم أنه ذبح لغير الله، أو تعمد ذابحه ترك اسم الله. حكم الذبح لغير الله - موضوع. أما لو ترك اسم الله ناسيًا، أو جاهلاً فلا يضر، فلك الأكل من اللحم الذي يقدم من المسلمين؛ لأن الأصل السلامة، والشك في المسلمين لا ينبغي. أما إذا علم الإنسان أن هذه الذبيحة ذبحت لغير الله؛ للأصنام أو لأصحاب القبور، أو للجن؛ حرمت، صارت ميتة، لا يجوز. أما كونها ذبيحة يهودي، أو نصراني الله أباح الطعام لنا.. طعام أهل الكتاب لنا نعم، إلا إذا علمنا أنه محرم، إذا علمنا أنهم ذبحوا لغير الله، أو تعمدوا ترك اسم الله عليه عمدًا، وهم يعلمون الحكم الشرعي. المقصود: أن هذا لا حرج فيه، أن يأكل الإنسان من اللحوم التي ذبحها المسلمون، أو أهل الكتاب ما لم يعلم أن هناك مانعًا شرعيًا منها.

الذبح لغير الله

وفق الله الجميع.

باب ما جاء في الذبح لغير الله العصيمي

الذبح له حالتان: الحالة الأولى: من باب الضيافة، فهذا الذبح مباح، وهو من سنن العادات لا من سنن العبادات، قال الله تعالى: وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [هود:69]، وهذه العادة تكون عبادة بالنية، والقاعدة عند العلماء: أن سنن العادات تنقلب إلى عبادات بالنيات، فهذه تنقلب إلى عبادة وقربة من الله جل في علاه بالنية الصالحة. الذبح لغير الله شرك اكبر. الحالة الثانية: أن يذبح لتعظيم هذا المعظم لا لضيافته، فإن كان يذبح لتعظيم هذا المعظم فقد صرف الذبح -الذي هو عبادة- لغير الله، فوقع في الشرك. وكيف يعرف هذا التعظيم؟ أن يأتيه المعظم فعندما ينزل من السيارة أو من الطائرة أو من الدابة يذبح أمامه الإبل، ثم إذا رحل لم يعتنِ بلحم الإبل، بل ألقى في الزبالات، فهذه فيها دلالة واضحة على أنه ما ذبح للحم والإكرام، بل ذبح ليثبت تعظيمه لهذا المعظم، فهذا شرك؛ لأنه صرف عبادة لغير الله. القاعدة: أننا نفرق دائماً بين كفر النوع وكفر العين، فنقول: قال قولاً كفرياً، وفعل فعلاً كفرياً، ولكن القائل والفاعل ليس بكافر حتى تقام الحجة وتزال الشبهة، والذي يقيم الحجة ويزيل الشبهة هو العالم المجتهد، أو طالب علم مجد مميز.

والله جل وعلا ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، وفي الحديث: ( تداووا عباد الله ولا تتداوى بحرام) فخط لنا خطاً، ورسم لنا طريقاً نسير عليه لدفع هذا الحسد، وذلك بالمعوذتين أو بالرقى الشرعية، وأما من ذبح فقد خالف شرع الله في ذلك، ويكون هذا من الشرك الأصغر؛ لأنه ذبح لله واعتقد في الله لكنه اتخذ الذبح سبباً ما شاءه الله جل في علاه. الحالة الثالثة: أن يذبح لتيسير العمل، فهذا حكمه بحسب النية، إن كان الرجل فقهياً يعلم أنه إذا تقرب إلى الله جل في علاه بالصدقة فإن هناك ملكين يقولان: ( اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً)، فهو يرى بفقهه أنه لو تصدق باللحم فإن الله يخلف عليه، فهذا جائز. متى يكون الذبح لغير الله شركاً - الإسلام سؤال وجواب. وأما إذا قال: الذبح سبب مخصوص لجلب الرزق، فنقول له: ابتدعت في دين الله بدعه. وهذا شرك أصغر، وهو وسيلة للشرك الأكبر. الحالة الرابعة: إذا ذبح للجن فهذا شرك أكبر، حتى لو قال: أنا أذبح لله خوفاً من الجن، فتعارض الظاهر والباطن، والقرائن المحتفه أثبتت لنا أنك فعلت ذلك لدفع خوفك من الجن، والله جل في علاه بين لنا كفر الكافرين، فقال: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن:6]، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقد في الجن ما لا يعتقد إلا في الله جل في علاه.

النذر لغير الله الوفاء بنذر الطاعة من العبادات التي شرعها الله، ومدح أهلها في آيات كثيرة، فبيَّن أن من خصال الخير في المؤمنين أنهم:{ { يوفون بالنذر} [الإنسان:7] وأنه يجازي الموفين به أوفر الجزاء فقال تعالى: { وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه} [البقرة: 270] ، وأثنى على امرأة عمران حين نذرت ما في بطنها خالصا لله لخدمة بيته، فقال سبحانه: { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم} [آل عمران: 35]. وإذا كان النذر بهذه المنزلة من الشريعة فإن صرفه لغير الله من الشرك الأكبر المخرج من الإسلام، كمن نذر ذبيحةً أو صلاةً أو صوماً أو صدقةً بقصد العبادة والقربة لقبر أو ضريح، يقول العلامة ابن الأمير الصنعاني:" وأما النذور المعروفة في هذه الأزمنة على القبور والمشاهد والأموات فلا كلام في تحريمها؛ لأن الناذر يعتقد في صاحب القبر أنه ينفع ويضر, ويجلب الخير ويدفع الشر, ويعافي الأليم, ويشفي السقيم. وهذا هو الذي كان يفعله عباد الأوثان بعينه، فيحرم – النذر للقبر - كما يحرم النذر على الوثن، ويحرم قبضه لأنه تقرير على الشرك, ويجب النهي عنه، وإبانة أنه من أعظم المحرمات، وأنه الذي كان يفعله عباد الأصنام ".