الصبر يُكابد الإنسان في حياته الكثير من الظروف التي قد تُجبره في لحظة من اللحظات على تحمُّل الكثير من الأمور الصعبة التي قد لا يقوى عليها إلا إذا أجبر نفسه وكلفها أكثر من وسعها، ولكنه الصبر وضعه الله في الإنسان وأمره بالتدرب عليه والتعود حتى يُصبح أمرًا عاديًا ولا يحتاج منه العناء الكبير، كما أن الصبر مذكور في القرآن الكريم في كثير من المواضع، فقد ذُكر كمصطلح وصفة يأمر بها الله العباد، وورد أيضًا في موضع وصف الصابرين وكيف أن الله وعدهم بأحسن الجزاء على العمل في الدنيا والآخرة، حتى أن الله عز وجل في بعض المواضع أشار للصبر على أنه وسيلة للاستعانة على مشاق الحياة جنبًا إلى جنب مع الصلاة [١] [٢]. الصبر على الزوج الزواج سنة الحياة، وهو الوسيلة التي شرعها الله عزو جل لكي يتكاثر الجنس البشري تكاثرًا منتظمًا وشرعيًا ورسميًا دون أن يحدث أي تخالط في الأنساب، وفي هذا الزواج يُوجد اندماج جسدي وعقلي وفكري وروحي بين كلا الزوجين، ويتوجب على كل منهما تحمُّل طباع الآخر وأفكاره حتى يتأقلم عليها ويجد الطريق الأمثل في التعامل معها. في كثير من الأحيان تُعاني بعض السيدات من طباع الزوج الصعبة، وما يُسمى في القرآن الكربم نشوز الزوج، ففي حال كان الزوج ناشزًا أي خارجًا عن المألوف في تعامله مع زوجته وقاسيًا وحاد الطباع، فإنها مطالبة بتحمل هذه الطباع القاسية، ويجب ألا تقابلها الزوجة بقسوة مشابهة، بل يجب أن تكون عقلانيةً وتُحاول أن تمتص غضبه وتُقوِّم سلوكه قدر الإمكان دون أن تُشعِره أنها تفعل هذا، فالزوجة الصبورة دائمًا ما تظفر بالفوز بقلب زوجها في النهاية، لأن الصبر لا يتبعه إلا الفرج بإذن الله تعالى [١] [٢].
المسألة: ما الفرق بين الصبر على اذى الزوج والسكوت عن الحق؟ الجواب: من حق الزوجة أن لا يؤذيها زوجها فعدم الإيذاء واحد من الحقوق الزوجية إلا انّه ورغم ذلك يستحب للمرأة الصبر على أذى زوجها وانتهاكه لحقوقها كما يستحب للزوج الصبر على أذى زوجته وانتهاكها لحقوقه. والحمد لله رب العالمين الشيخ محمد صنقور
^ أ ب "صبر المرأة على زوجها وتحملها له لا يضيع عند الله " ، لإسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 30-03-2019. ↑ "مع زوجك تعلمي فقه التعامل مع الواقع" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 20-03-2019.
وأنت لا تعجلي في طلب الطلاق، واصبري وأحسني العشرة إليه وأبشري بالأجر العظيم والخير الكثير والعاقبة الحميدة، وقد تبتلين بمن هو شر منه فلا تعجلي، فالوقت الآن خطير وهذا آخر الزمان، والشر أكثر والخير أقل، فعليك أن تصبري وتحتسبي، وأن تسألي الله له الهداية والتوفيق، وأن يغير حاله إلى حال خير منها، والله سبحانه هو الفعال لما يريد وهو القادر على كل شيء وهو القائل : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155]، وهو القائل سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]، ويقول نبيه عليه الصلاة والسلام: ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر. نعم.