والبدن جعلناها لكم من شعائر الله

اقترح بعض الحضور في ثلوثية موسى أنه بدلاً من ذبح الأضاحي والهدي بهذه الأعداد الضخمة أن تجمع القيمة لدى جهة رسمية معتمدة كإحدى الجمعيات مثلاً وتوزع نقداً على الفقراء والمحتاجين والمساكين طيلة العام كما يحدث اليوم في إخراج زكاة الفطر نقداً، بناء على عدة فتاوى معتبرة. إن هذا الاقتراح الصادر عن حسن نية لا أساس له في الدين، فالعبادات الأصل فيها الوقف والنحر هو إحدى صور هذه العبادات تعبد الله عباده بها وجعلها من الشعائر التي يجب المحافظة عليها والتي يحرم إهمالها لقوله تعالى (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله). سمي اليوم العاشر من ذي الحجة بيوم النحر لأن المسلمين يتقربون فيه إلى الله بنحر بهيمة الأنعام، فالحجاج ينحرون هديهم، والمسلمون في أنحاء الأرض ينحرون أضاحيهم، يقول الحق (ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)، ويقول سبحانه وتعالى (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر)، ويقول جل جلاله (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين).
  1. وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
  2. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 36
  3. تفسير: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْ

وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

يقال: قنع الرجل فهو قنع إذا رضي. وأما المعتر فهو الذي يطيف بك يطلب ما عندك ، سائلا كان أو ساكنا. وقال محمد بن كعب القرظي ، ومجاهد ، وإبراهيم ، والكلبي ، والحسن بن أبي الحسن: المعتر المعترض من غير سؤال. قال زهير: على مكثريهم رزق من يعتريهم وعند المقلين السماحة والبذل وقال مالك: أحسن ما سمعت أن القانع الفقير ، والمعتر الزائر. وروي عن الحسن أنه قرأ ( والمعتري) ومعناه كمعنى المعتر. تفسير: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْ. يقال: اعتره واعتراه وعره وعراه إذا تعرض لما عنده أو طلبه ؛ ذكره النحاس.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 36

قولُ الله تعالى (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآَنَ العَظِيمَ) 3 نوفمبر 2016 قولُ الله تعالى (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) 3 نوفمبر 2016 قولُ الله تعالى (وَالبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسمَ الله عليها)، الإبلُ تُسَاقُ هَديًا إلى مَكّة لتُذبَح فتُطعَم الفقراء تقَرّبًا إلى الله، هذه مِن شَعائِر الحجّ، الرّسولُ ذَبَح مائةً مِن الإبل في حَجَّتِه فأَطعَم الحُجَّاج.

تفسير: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْ

والمعتر: الذي يتعرض لك ، ويلم بك أن تعطيه من اللحم ، ولا يسأل. وكذا قال مجاهد ، ومحمد بن كعب القرظي. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: القانع: المتعفف. والمعتر: السائل. وهذا قول قتادة ، وإبراهيم النخعي ، ومجاهد في رواية عنه. وقال ابن عباس ، وزيد بن أسلم وعكرمة ، والحسن البصري ، وابن الكلبي ، ومقاتل بن حيان ، ومالك بن أنس: القانع: هو الذي يقنع إليك ويسألك. والمعتر: الذي يعتريك ، يتضرع ولا يسألك. وهذا لفظ الحسن. وقال سعيد بن جبير: القانع: هو السائل ، ثم قال: أما سمعت قول الشماخ. لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره ، أعف من القنوع قال: يعني من السؤال ، وبه قال ابن زيد. وقال زيد بن أسلم: القانع: المسكين الذي يطوف. والمعتر: الصديق والضعيف الذي يزور. وهو رواية عن عبد الله بن زيد أيضا. وعن مجاهد أيضا: القانع: جارك الغني [ الذي يبصر ما يدخل بيتك] والمعتر: الذي يعتريك من الناس. وعنه: أن القانع: هو الطامع. والمعتر: هو الذي يعتر بالبدن من غني أو فقير. وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وعن عكرمة نحوه ، وعنه القانع: أهل مكة. واختار ابن جرير أن القانع: هو السائل; لأنه من أقنع بيده إذا رفعها للسؤال ، والمعتر من الاعترار ، وهو: الذي يتعرض لأكل اللحم.

تفسير: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ.... ﴾ قال تعالى: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 36، 37]. الغَرَض الذي سِيقَتْ له: التذكير بنعمة الله والإرشاد إلى بعض طرق استغلالها، والحضُّ على شُكْرِها. والبدن جعلناها لكم من شعائر الله. ومناسبتهما لما قبلهما: لما أشار إلى إنعامه عليهم بالبدن ليَتَقَرَّبوا بها إلى الله وينتفعوا بها، أكَّد ذلك هنا وحضهم على شكر نعمه. وقوله تعالى: ﴿ وَالْبُدْنَ ﴾؛ يعني: الإبل، جمع بَدَنة، وهو اسمٌ للذكر والأنثى، وهو مأخوذ من البدانة وهي السمنة والضخامة لعظم بدنها، وإطلاق البُدْن على الإبل لا خلافَ فيه، وقد اختلف في إطلاقه على البقر، والصحيحُ أنه لا يُطلق عليها؛ لقوله عليه السلام في الحديث الصحيح في يوم الجمعة: ((مَن راح في الساعة الأولى فكأنما قرَّب بَدَنة، ومَن راح في الساعة الثانية فكأنما قرَّب بقرة... ))، إلخ الحديث، فدَلَّ على أن البدنة غير البقرة، كما أن قوله: ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ﴾ يدلُّ على ذلك؛ لأن الإبل هي التي تُنحر قائمة بخلاف البقر، على أن البقرة تُجزئ في الأضحية عن سبعة كالبدنة.