الشيخ عبد الهادي خمدن إعادة نشر بواسطة محاماة نت تكلم هذا المقال عن: كيفية وشروط ضم الدعوى لدعوى أخرى أو إحالتها لمحكمة أخرى
تتردَّد على الألسنة وفي وسائل الإعلام المختلفة عبارة: " العدل والمساواة " ، فهل هاتان الكلمتان بمعنى واحد؟ أم أنهما مُختلفتان؟ وبناءً عليه: هل دين الإسلام دين عدلٍ ومساواة؟ وما الفرق بين العدل والمساواة؟ إخوتي الكرام.. المساواة في اللُّغة: هي المماثلة بين الشَّيئين، والمعادلة بينهما. وقد اختلف النَّاس في تحديد معنى المساواة: حيث ظهر اتِّجاهان مُتباينان لتحديد معنى المساواة: الاتِّجاه الأوَّل: ذهب إلى أنَّ معنى المساواة إزالة كلِّ الفوارق بين النَّاس، فَهُم سواء،لا يُفرِّق بينهم دين، ولا شرع، ولا قانون، ولا جنس، وسُمِّيت بالمساواة المطلقة. الاتِّجاه الآخَر: أوجَبَ المُماثلةَ الكاملة بين الأشياء، إلاَّ ما جاء الشَّرع بنفي التَّسوية فيه، باعتبار أنَّ الشَّريعة لها الحقُّ المطلق في التَّسوية والتَّفريق [1]. ولا ريب أنَّ "الاتِّجاه الأوَّل" فَتَحَ البابَ على مصراعيه، وهو عبث ؛ لأنَّ المساواة تعني في مدلولها: التَّشابه والتَّساوي بين الأشياء والمخلوقات، ولا يمكن أن تكون عادلةً إلاَّ إذا تساوت الخصائص والصِّفات وتشابهت، وحينئذٍ تتحقَّق المساواة، وأمَّا في حال اختلافها - كما هو الشَّأن في الرَّجل والمرأة - فلا يمكن تحقيق المساواة العادلة؛ لأنَّ المساواة بين المختلفَين ظلم واضح لا يحقِّق العدل والإنصاف [2].
الفرق بين العدل والإنصاف، ما أجمل هذه الدنيا عندما تكون مليئة بالعدل على الرغم من أن حدوث هذا الأمر هو نوع من التمني والعيش في المدينة الفاضلة ولكنه أساسي. فالعدل أساس الملك هكذا شعار القضاء لدينا، فهو دائما ما يحفزنا من أجل تحقيق المساواة والعدل وإحقاق الحق للمحقوقين والطالبين وعدم الظلم. وهناك فرق كبير بين العدل والمساواة نظرا لأن العدل هو أعم وأشمل ولا يرتبط بموقف معين ولكن المساواة هي الحكم بين أمرين وإعطاء الناس حقوقهم. ولغتنا العربية ذات بحور واسعة فمن بينها علم الدلالات والتي تفرق بين اللفظة والأخرى على الرغم من أن الكلمات في حد ذاتها نجد أن بينها التساوي ولكن الدلالة مختلفة. ومن بين الكلمات التي تتساوى نوعا في المعنى على الرغم من أن إحداها أشمل وأعم هي لفظتي العدل والإنصاف، لذا خلال هذه المقالة وف نتعرف على الفرق بين العدل والإنصاف. كما ذكرنا في السابق، فإن اللغة العربية أي لغة الضاد لغة لا حدود لها مهما نهم الإنسان منها فإنها لا تكفيه وهناك العديد من الدلالات للفظة الواحدة. فمن الممكن أن نجد أكثر من معنى لكلمة واحدة ولكنها مختلفة الدلالات والتي يتم استخدامها في مواقف دون غيرها ومن بينها لفظتي العدل والإنصاف.
ومن أمثلة التَّفريق بين المفتَرِقَين: اختلاف الرَّجل عن المرأة في الخصائص الجسديَّة، والنَّفسية، والعقليَّة. ثانياً: المساواة المطلقة تجمع بين المتساويين والمفتَرِقَين، وهي بذلك تُساوي بين النَّقيضين، وهذا بعيد عن العدل والإنصاف، وفيه من التَّناقض ما فيه. إخوتي الكرام.. أمَّا العدل ؛ فيُعَرَّف في اللغة: بأنه نقيض الجَور وضدُّه، وهو ما قام في النفوس أنه مستقيم [4]. والعدل - في الاصطلاح الشرعي: هو وَضْعُ الشَّيء في موضعه الذي أمَر الله تعالى أن يُوضع. وبعبارة أُخرى: هو موازنة بين الأطراف بحيث يُعطى كلٌّ منهم حقَّه دون بَخْسٍ ولا جَوْرٍ عليه [5]. وسبق ذِكْرُ كلام الشيخ ابن عثيمين - بأنَّ «دين الإسلام دين العدل، وهو الجَمْع بين المتساويين، والتَّفريق بين المفتَرِقَين» [6]. معشر الفضلاء.. وبناءً على ما تقدَّم؛ يتبيَّن أنَّ الشَّريعة فرَّقت بين العدل والمساواة، ومن أهم الفروق بينهما [7]: 1- أنَّ الشَّريعة أمرت (بالعدل) ورغَّبت فيه مطلقاً ، في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومع كلِّ إنسانٍ. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90].
ومن أجل هذه الدَّعوة الجائرة إلى التَّسوية صاروا يقولون: أيُّ فرقٍ بين الذَّكر والأنثى ؟! سووُّا بين الذُّكور والإناث... لكن إذا قلنا بالعدل، وهو إعطاء كلِّ أحدٍ ما يستحقُّه؛ زال هذا المحذور، وصارت العبارة سليمة» [10]. إذاً، العدل أعمُّ وأشمل من المساواة، والعدل ضابطٌ للمساواة؛ فالعدل يقضي بأن تأخذ المرأة نصف الرَّجلِ، والعدل أيضاً يقضي أن تتساوى الأختان في نصيبهما من الميراث، فرغم التَّفريق في الحالة الأُولى، فقد تحقَّق العدل تماماً كما تحقَّق في الحالة الثَّانية؛ وذلك لأنَّ العدل هو إعطاء كلِّ أحدٍ ما يستحقُّه. الخطبة الثانية الحمد لله... ومن أهم الفروق بين العدل والمساواة: 3- أنَّ استخدام كلمة (العدل) فيه صيانة للشَّرع من التَّناقض ؛ لوجود التَّفرقة والمساواة، وأمَّا استخدام كلمة (المساواة) ففيه مخالفةٌ صريحة للنُّصوص الشَّرعية التي جاءت - في بعض المواطن – بالتَّفرقة. ومن أوضح الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لاَ يَسْتَوُونَ ﴾ [السجدة: 18]. فمن الظُّلم أن نُسَوِّيَ بين المؤمنين والفاسقين، فالعدل هنا يقتضي التَّفريق، وفي ذلك يقول السِّعدي - رحمه الله: «﴿ لاَ يَسْتَوُونَ ﴾ عقلاً وشرعاً، كما لا يستوي اللَّيل والنَّهار، والضِّياء والظُّلمة، وكذلك لا يستوي ثوابهما في الآخرة» [11] ، وقال سبحانه: ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [القلم: 35، 36].
على أي حال، فإن فكرة التعامل مع الشخص كما يستحق أمر حاسم للعدل و العدالة. عندما يختلف الناس حول ما يعتقدون أنه يجب تقديمه أو عندما يتعين اتخاذ قرارات حول كيفية توزيع الحقوق والواجبات والأعباء بين مجموعة من الناس، تظهر حتمًا أسئلة حول العدل والعدالة. • تضارب المصالح يحتم وجود قوانين حاكمة ترسخ العدالة تضارب المصالح يحتم وجود قوانين حاكمة ترسخ العدالة يقول الألفي "في الواقع يرى معظم علماء الأخلاق اليوم أنه لن يكون هناك جدوى من الحديث عن العدالة أو العدال لو حدث هذا التضارب في المصالح الذي ينشأ عندما تكون السلع والخدمات شحيحة ويختلف الناس حول من يجب أن يحصل على ماذا. عندما تنشأ مثل هذه النزاعات في مجتمعاتنا ، نكون في حاجة أصيلة لمبادئ العدالة وما يمكن أن توفره لنا من معايير يمكننا جميعًا قبولها كقوانين و قواعد حاكمة وعادلة لتحديد ما يستحقه الناس، على أن القول بأن العدالة تمنح كل شخص ما يستحقه لا يأخذنا بعيدًا. فكيف نحدد ما يستحقه كل منا؟ ما هي المعايير والمبادئ التي يجب أن نستخدمها لتحديد ما هو مستحق لهذا الشخص أو ذاك؟" • معنى العدل ومبادئه إن المبدأ الأساسي للعدل هو المبدأ الذي تم قبوله على نطاق واسع عندما حدده أرسطو لأول مرة منذ أكثر من ألفي عام - هو المبدأ القائل بأنه "يجب معاملة المتساوين بالتساوي وعدم المساواة بشكل غير متساو" في شكله المعاصر، يتم التعبير عن هذا المبدأ أحيانًا على النحو التالي: "يجب معاملة الأفراد بالطريقة نفسها، ما لم يختلفوا في الطرق ذات الصلة بالموقف الذي يشاركون فيه".
والعدل هو ضمان المساواة وهو أهم وإذا كان يتم المطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع فلابد أن يكون بناء على قيمة العدل.